مقهى وفن

Foto: Tamador Ibrahim

في يوم شتوي حميم الدفء استقلينا الحافلة باتجاه ستوكهولم، للقاء فهيمة النابلسي في مكان عملها الذي يعج بالناس، موظفين

في يوم شتوي حميم الدفء استقلينا الحافلة باتجاه ستوكهولم، للقاء فهيمة النابلسي في مكان عملها الذي يعج بالناس، موظفين ورواد مقهى الفن، كل ينشد مايحتاج من تعليم أو فن أو قراءة أو نوع من المساعدة أو لقاء صديق لتمكين لغته السويدية، تستقبلهم فهيمة ومن معها من موظفين برحابة صدر ووجه باسم حنون.

فهيمة مدرّسة سابقة في بلدها الأم سورية، حاصلة على شهادة  ليسانس في السياسة والاقتصاد من جامعة دمشق، مقيمة في السويد منذ 26 عاما،

تقول: في السويد تابعت مهنة التدريس ولكن للغة العربية وطالبيها من مختلف الجنسيات، تابعت نشاطي التعليمي في مركز تينستا للسيدات لمدة 6 سنين، في عام 2009 تقدمت بمبادرة تطوعية لتعليم اللغة السويدية في نفس المركز ولكن للرجال القادمين حديثا الى السويد من جنسيات مختلفة، ثم انتقلت بمشروعي الى مركز الفن هذا، وبفضل الرعاية التي قدمها مؤسس الجامعة الصامتة أخذ المركز طابعاً فنياً جميلاً واصبح واسع الانتشار.

لدينا غرفة مجهزة بالمستلزمات التعليمية، تبرع الكثير من الناس لمساعدتي في التدريس، أيضا وجد الكثير من المتقاعدين السويديين مجالا لنشاطهم ومجالسة الآخرين ومساعدتهم لتعليم اللغة السويدية.

وتقول فهيمة عن نتيجة احصائياتها الخاصة، هناك أكثر من 500 شخص حققوا فوائد لغوية كبيرة، والى جانب اللغة نحن نقدم مشاريع وخدمات تهمّ المواطنين الجدد، التقدم مستمر ولدينا انجاز واضح، وثمار عملنا في المركز استقطبت الناس.

-هنا تداعى لي سؤال وجهته الى فهيمة، ترى مالذي يميز هذا المركز كي يستقطب هذا العدد من الجمهور؟

تقول فهيمة: هناك الكثير من الأماكن التي تهتم بموضوع اللغة ولكن يميزنا هنا الطابع الفني الذي نقدمه من خلال الرحلات والتجوال في المعالم السياحية والمتاحف الفنية وصالات الفن الموجودة في ستوكهولم، يقدم المركز كتيبات فيها ملخصات وشروحات لمشاريعنا وبرنامجنا يتضمن رحلة  كل شهر يتم الاعلان عنها مسبقاً، وهذا يفتح المجال أمام الفنانين وأصحاب الهوايات والمهن اليدوية، ويجعلهم على احتكاك مباشر مع الفن والجمهور في السويد، وجدير بي أن أذكر، مؤخراً استضافتنا أحد الصالات الفنية لعرض أقامه أحد الفنانين الحرفيين وهو من طلاب المركز، حيث قدم أعماله اليدوية في حياكة السجاد وكيفية نسجه يدوياً مباشرة أمام جمهور الصالة، كان هناك الكثير من الزوار والمدعوين، ولاقى هذا العرض قبولا رائعاً، لدينا فنانين وحرف مختلفة وهنا نماذج لأعمالهم منهم من يحفر على الخشب ومنهم للتطريز وشك الخرز، هؤلاء الطلاب الهواة قدم لهم المركز فرصة للاحتكاك المباشر بالفن والاستمتاع برؤية لوحات عالمية في معارضنا هنا وفي المؤسسات الفنية السويدية، واصبح لديهم جرأة لتقديم أعمالهم، هذا الاحساس والجو الفني يوفّر للشخص استقراراً نفسياً وراحة وسعادة.

-في زاوية المركز هناك ركن صغير دافء يحتضن مكتبة صغيرة اختيرت أسماء الكتّاب فيها بعناية فائقة، وفي ركن آخر هناك بعض المجلات،   

تقول فهيمة: المكتبة فيها كتب للبيع بينما المجلات للقراءة تجتمع النسوة في هذا الركن لتصفحها أو لإنجاز أعمال خاصة بهن يمكنهم بيعها والاستفادة من ريعها شخصياً .

-ساقتني قدماي الى ركن مدلل صغير، قالت فهيمة وقد سبقتها ابتسامتها الهادئة :

هنا نعلّم الفن للأطفال في عطلهم المدرسية ولديهم مشرف فنان ورسام بدوام كامل، أيضا هنا يقام نشاط خاص لمساعدة طلاب المدارس في دروسهم من قبل متطوعين.

أضافت فهيمة: مساحة المركز جيدة جداً، نستفيد منها بالكامل وهي تكفي لمشاريعنا.

معظم الرواد يحبون المكان بهدوءه وخدماته اضافة لمكانه في وسط البلدة وقربه من المحطة.

تماضر ابراهيم

Tamador Ibrahim • 2020-01-21
Tamador Ibrahim är journalist, konstnär, TV-manusförfattare och har skrivit en teater för barn. Hon skriver om kultur i allmänhet, med särskilt fokus på konst.


مقهى وفن

Foto: Tamador Ibrahim

في يوم شتوي حميم الدفء استقلينا الحافلة باتجاه ستوكهولم، للقاء فهيمة النابلسي في مكان عملها الذي يعج بالناس، موظفين

في يوم شتوي حميم الدفء استقلينا الحافلة باتجاه ستوكهولم، للقاء فهيمة النابلسي في مكان عملها الذي يعج بالناس، موظفين ورواد مقهى الفن، كل ينشد مايحتاج من تعليم أو فن أو قراءة أو نوع من المساعدة أو لقاء صديق لتمكين لغته السويدية، تستقبلهم فهيمة ومن معها من موظفين برحابة صدر ووجه باسم حنون.

فهيمة مدرّسة سابقة في بلدها الأم سورية، حاصلة على شهادة  ليسانس في السياسة والاقتصاد من جامعة دمشق، مقيمة في السويد منذ 26 عاما،

تقول: في السويد تابعت مهنة التدريس ولكن للغة العربية وطالبيها من مختلف الجنسيات، تابعت نشاطي التعليمي في مركز تينستا للسيدات لمدة 6 سنين، في عام 2009 تقدمت بمبادرة تطوعية لتعليم اللغة السويدية في نفس المركز ولكن للرجال القادمين حديثا الى السويد من جنسيات مختلفة، ثم انتقلت بمشروعي الى مركز الفن هذا، وبفضل الرعاية التي قدمها مؤسس الجامعة الصامتة أخذ المركز طابعاً فنياً جميلاً واصبح واسع الانتشار.

لدينا غرفة مجهزة بالمستلزمات التعليمية، تبرع الكثير من الناس لمساعدتي في التدريس، أيضا وجد الكثير من المتقاعدين السويديين مجالا لنشاطهم ومجالسة الآخرين ومساعدتهم لتعليم اللغة السويدية.

وتقول فهيمة عن نتيجة احصائياتها الخاصة، هناك أكثر من 500 شخص حققوا فوائد لغوية كبيرة، والى جانب اللغة نحن نقدم مشاريع وخدمات تهمّ المواطنين الجدد، التقدم مستمر ولدينا انجاز واضح، وثمار عملنا في المركز استقطبت الناس.

-هنا تداعى لي سؤال وجهته الى فهيمة، ترى مالذي يميز هذا المركز كي يستقطب هذا العدد من الجمهور؟

تقول فهيمة: هناك الكثير من الأماكن التي تهتم بموضوع اللغة ولكن يميزنا هنا الطابع الفني الذي نقدمه من خلال الرحلات والتجوال في المعالم السياحية والمتاحف الفنية وصالات الفن الموجودة في ستوكهولم، يقدم المركز كتيبات فيها ملخصات وشروحات لمشاريعنا وبرنامجنا يتضمن رحلة  كل شهر يتم الاعلان عنها مسبقاً، وهذا يفتح المجال أمام الفنانين وأصحاب الهوايات والمهن اليدوية، ويجعلهم على احتكاك مباشر مع الفن والجمهور في السويد، وجدير بي أن أذكر، مؤخراً استضافتنا أحد الصالات الفنية لعرض أقامه أحد الفنانين الحرفيين وهو من طلاب المركز، حيث قدم أعماله اليدوية في حياكة السجاد وكيفية نسجه يدوياً مباشرة أمام جمهور الصالة، كان هناك الكثير من الزوار والمدعوين، ولاقى هذا العرض قبولا رائعاً، لدينا فنانين وحرف مختلفة وهنا نماذج لأعمالهم منهم من يحفر على الخشب ومنهم للتطريز وشك الخرز، هؤلاء الطلاب الهواة قدم لهم المركز فرصة للاحتكاك المباشر بالفن والاستمتاع برؤية لوحات عالمية في معارضنا هنا وفي المؤسسات الفنية السويدية، واصبح لديهم جرأة لتقديم أعمالهم، هذا الاحساس والجو الفني يوفّر للشخص استقراراً نفسياً وراحة وسعادة.

-في زاوية المركز هناك ركن صغير دافء يحتضن مكتبة صغيرة اختيرت أسماء الكتّاب فيها بعناية فائقة، وفي ركن آخر هناك بعض المجلات،   

تقول فهيمة: المكتبة فيها كتب للبيع بينما المجلات للقراءة تجتمع النسوة في هذا الركن لتصفحها أو لإنجاز أعمال خاصة بهن يمكنهم بيعها والاستفادة من ريعها شخصياً .

-ساقتني قدماي الى ركن مدلل صغير، قالت فهيمة وقد سبقتها ابتسامتها الهادئة :

هنا نعلّم الفن للأطفال في عطلهم المدرسية ولديهم مشرف فنان ورسام بدوام كامل، أيضا هنا يقام نشاط خاص لمساعدة طلاب المدارس في دروسهم من قبل متطوعين.

أضافت فهيمة: مساحة المركز جيدة جداً، نستفيد منها بالكامل وهي تكفي لمشاريعنا.

معظم الرواد يحبون المكان بهدوءه وخدماته اضافة لمكانه في وسط البلدة وقربه من المحطة.

تماضر ابراهيم

Tamador Ibrahim • 2020-01-21
Tamador Ibrahim är journalist, konstnär, TV-manusförfattare och har skrivit en teater för barn. Hon skriver om kultur i allmänhet, med särskilt fokus på konst.