الفنان ربيعة إبراهيم تلاقي المتعاكسات في يوم الفن ٢٠٢٠

تماضر إبراهيم من ليكتان أجرت مقابلة مع الفائز في يوم الفن عن مقاطعة فاستمانلاند ، واتضح أن الفائز هو شقيقها ربيعة ابراهيم.

تسعى السويد لزيادة الاهتمام بالثقافة وتطوير الفن العام من خلال الأنشطة المحلية والإقليمية، حيث يتم تهيئة الفرص للأطفال والشباب للابتكار والتجربة والتطوير، ويتم تقديم المنح الدراسية الثقافية والهدايا الفخرية كل عام، لدعم وتشجيع الأفراد والمجموعات في كافة مجالات الثقافة.

(يوم الفن ربيع ٢٠٢٠) دعا الفنانين من أربع مقاطعات في السويد (سورملاند، أوبسالا،  أوريبرو، فاستمانلاند) لاستكشاف الوقت في العزلة اللا إرادية التي فرضتها جائحة كورونا.

اختارت مجموعة العمل ليوم الفن فناناً واحداً فقط ليحصل على المنحة ويمثل مقاطعته، ويقدم عمله الفني خلال يوم الفن في متحف سورملاند ١-٢ أكتوبر.

من الطبيعي أن تتابع مجلة ليكتان هذا الحدث الفني الكبير، وقد كلفتني الإدارة بإجراء لقاء مع الفنان الذي حصد النجاح ومثّل مقاطعة فاستمانلاند.

المفاجأة بالنسبة لي أن هذا الفنان هو أخي ربيعة إبراهيم.

شعرت بالفخر والسعادة، فهو فنان متدفق، متميّز، ومخضرم، وأنا أحب طريقة معالجته وأثق بخبرته في مجال فن النحت، أبدع الكثير من الأعمال المميزة في بلدنا سورية وترك بصمة حقيقية لا يستهان بها، زيّن بمنحوتاته الكثير من ساحات دمشق، ولا تزال في مخيلتي بعض الصور.

ـ   توجهت مجلة ليكتان ببعض الأسئلة الى الفنان ابراهيم للتعرف إليه والوقوف على تفاصيل الحدث فقال:

اسمي ربيعة إبراهيم، درست في جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة قسم النحت، عملت في النحت وكان عندي ورشتي الخاصة في سورية، كما عملت مدرس للنحت في الجامعة كلية الفنون الجميلة، وبسبب الحرب تركت سورية وقدمت الى السويد.

وأضاف: منذ وصولي الى السويد حاولت أن أتعرف على الفن في السويد.

في البداية سكنت في قرية يوسنا قرب مدينة سودرهامن، عملت مع (الكونست كرافت)، تعرفت من خلالها على الفنانين المحليين في المنطقة، وقد كانوا جداً لطفاء.

عملت على مدرسة صيفية للأطفال بالتعاون مع الكونست كرافت، كذلك عملت مع فناني المنطقة على مشروع نشاطات ثقافية في مدينة سودرهامن، كما عملت مع عدد من البلديات على نشاطات فنية مع الأطفال.

ـ    مشاركتك والفوز الذي حققته في يوم الفن ٢٠٢٠ كان مدعاة للفخر، لا سيما في ظروف فنان في بلده الجديد حيث اختلاف المفاهيم، الثقافات، اللغة والمجتمع. لكن الفن لغة عالمية ويستطيع فنان مبدع أن يفرض نفسه من خلال فنّه رغم الاختلاف.

هل تخبرنا عن تفاصيل مشاركتك كما حدثت معك:

كنت أعتقد أن اندماجي بالوسط الفني سوف يكون صعبا كوني مهاجر من بلد آخر، ومنذ البداية قررت مواجهة هذا الاحتمال بقوة فتعرفت على الفن السويدي والنشاطات الفنية وقمت بدراسة اللغة وتصفح المواقع، حاولت المشاركة في بعض الدراسات الفنية والمسابقات، التي تقيمها البلديات، في موقع بلدية فاستمانلاند كانت هناك دعوة للفنانين في السويد لاستكشاف الوقت في عزلة لا إرادية، فشاركت معبّراّ عمّا أشعر به فقلت (( أن البشرية تعرضت لتحديات كثيرة لكنها استطاعت بعد معاناة ان تتجاوز هذه التحديات وتصل الى وقتنا الحالي، الفن أيضاً وجد طريقه ليستمر رغم الصعوبات، كوڤيد ١٩ ليس أول تحدّي في مواجهة البشر، ونحن كفنانين يجب ان نجد طريقنا ليستمر الفن ونوصل خبراتنا الي الاجيال القادمة ربما ينجح بعضنا ويفشل البعض لكن علينا جميعاً ان نحاول)).

بعد عدة أيام ظهرت النتيجة وكانت مفاجأة لي أنه تم اختياري لتمثيل فاستمانلاند وأنا فخور للغاية بذلك.

ـ   وفي سؤال الفنان عن العمل الذي أنجزه لهذه المناسبة قال مستهلاً:

كوفيد ١٩ استطاع أن يترك أثره في كافة فعاليات المجتمع، وتأثّر الفن كثيراً بهذه الظروف الاستثنائية، انا الان مستمر في عملي كنحات، ولكن استبدلت ماده النحت من الحجر والرخام والخشب الى مواد بسيطة تتناسب مع أزمة الحجر.

الان اعمل على تمثال كبير بارتفاع مترين، التمثال من الكرتون ومخلفات منزلية، اسم التمثال (كوڤيد ١٩)، وهو يفرجي تلاقي المتعاكسات وأثرها في بعضها، الكتلة الضخمة الصلبة تمثل الحضارة البشرية بعلومها وخبراتها وثقتها بنفسها، الثقوب الدائرية التي تخترق الكتلة الضخمة تمثل كوڤيد ١٩ كل المتعاكسات عندما تتواجه تترك اثراً في بعضها البعض وتصبح جزءاً من تاريخ بعضها، سوف نتعلم من كوڤيد ١٩ اننا كبشر سنتعاون لتجاوزه بكل تأكيد، وسيكون جزءاً من تاريخنا لن ننساه، بإمكان اي شخص ان يسقط فكرته الخاصة على التمثال.

هذا العمل يمثل فكرة تلاقي المتعاكسات ربما تراه انت تلاقي الرجولة مع الانوثة وكيف يترك كل واحد منهما أثره في الاخر.

انا شخصياً أرى التمثال يوضح كيفية تلاقي كوڤيد ١٩ مع البشرية وقدرة البشرية على الاستمرار في العيش رغم أثر كوڤيد ١٩ الكبير على كل تفاصيل حياتنا في العالم كله.

ـ   ماهو الفن بالنسبة لربيعة؟

الفن بالنسبة لي هو وجهة نظر الفنان الشخصية للعالم، هو العالم كما تراه أنت، وأنت كفنان يمكنك أن تقدم رؤيتك الخاصة بالتقنية التي تعرفها.

ـ هل يرضيك تعامل الجهات الرسمية مع الفن والفنان؟

للأسف الجهات الرسمية في معظم المجتمعات لا تتعامل مع الفن بجدية، لا تعامله كالطب مثلاً أو غيره من نواحي الحياة، في حين أن حاجة المجتمع للفن توازي حاجاته الأخرى، أتمنى أن نتمكن كفنانين من إيجاد مساحة حقيقية وثابتة لنا في المجتمع.

ـ   هنيئاً للفنان ربيعة إبراهيم وأرجو له مزيداً من الإبداع والنجاح.

تماضر ابراهيم

Tamador Ibrahim • 2020-12-12
Tamador Ibrahim är journalist, konstnär, TV-manusförfattare och har skrivit en teater för barn. Hon skriver om kultur i allmänhet, med särskilt fokus på konst.


الفنان ربيعة إبراهيم تلاقي المتعاكسات في يوم الفن ٢٠٢٠

تماضر إبراهيم من ليكتان أجرت مقابلة مع الفائز في يوم الفن عن مقاطعة فاستمانلاند ، واتضح أن الفائز هو شقيقها ربيعة ابراهيم.

تسعى السويد لزيادة الاهتمام بالثقافة وتطوير الفن العام من خلال الأنشطة المحلية والإقليمية، حيث يتم تهيئة الفرص للأطفال والشباب للابتكار والتجربة والتطوير، ويتم تقديم المنح الدراسية الثقافية والهدايا الفخرية كل عام، لدعم وتشجيع الأفراد والمجموعات في كافة مجالات الثقافة.

(يوم الفن ربيع ٢٠٢٠) دعا الفنانين من أربع مقاطعات في السويد (سورملاند، أوبسالا،  أوريبرو، فاستمانلاند) لاستكشاف الوقت في العزلة اللا إرادية التي فرضتها جائحة كورونا.

اختارت مجموعة العمل ليوم الفن فناناً واحداً فقط ليحصل على المنحة ويمثل مقاطعته، ويقدم عمله الفني خلال يوم الفن في متحف سورملاند ١-٢ أكتوبر.

من الطبيعي أن تتابع مجلة ليكتان هذا الحدث الفني الكبير، وقد كلفتني الإدارة بإجراء لقاء مع الفنان الذي حصد النجاح ومثّل مقاطعة فاستمانلاند.

المفاجأة بالنسبة لي أن هذا الفنان هو أخي ربيعة إبراهيم.

شعرت بالفخر والسعادة، فهو فنان متدفق، متميّز، ومخضرم، وأنا أحب طريقة معالجته وأثق بخبرته في مجال فن النحت، أبدع الكثير من الأعمال المميزة في بلدنا سورية وترك بصمة حقيقية لا يستهان بها، زيّن بمنحوتاته الكثير من ساحات دمشق، ولا تزال في مخيلتي بعض الصور.

ـ   توجهت مجلة ليكتان ببعض الأسئلة الى الفنان ابراهيم للتعرف إليه والوقوف على تفاصيل الحدث فقال:

اسمي ربيعة إبراهيم، درست في جامعة دمشق كلية الفنون الجميلة قسم النحت، عملت في النحت وكان عندي ورشتي الخاصة في سورية، كما عملت مدرس للنحت في الجامعة كلية الفنون الجميلة، وبسبب الحرب تركت سورية وقدمت الى السويد.

وأضاف: منذ وصولي الى السويد حاولت أن أتعرف على الفن في السويد.

في البداية سكنت في قرية يوسنا قرب مدينة سودرهامن، عملت مع (الكونست كرافت)، تعرفت من خلالها على الفنانين المحليين في المنطقة، وقد كانوا جداً لطفاء.

عملت على مدرسة صيفية للأطفال بالتعاون مع الكونست كرافت، كذلك عملت مع فناني المنطقة على مشروع نشاطات ثقافية في مدينة سودرهامن، كما عملت مع عدد من البلديات على نشاطات فنية مع الأطفال.

ـ    مشاركتك والفوز الذي حققته في يوم الفن ٢٠٢٠ كان مدعاة للفخر، لا سيما في ظروف فنان في بلده الجديد حيث اختلاف المفاهيم، الثقافات، اللغة والمجتمع. لكن الفن لغة عالمية ويستطيع فنان مبدع أن يفرض نفسه من خلال فنّه رغم الاختلاف.

هل تخبرنا عن تفاصيل مشاركتك كما حدثت معك:

كنت أعتقد أن اندماجي بالوسط الفني سوف يكون صعبا كوني مهاجر من بلد آخر، ومنذ البداية قررت مواجهة هذا الاحتمال بقوة فتعرفت على الفن السويدي والنشاطات الفنية وقمت بدراسة اللغة وتصفح المواقع، حاولت المشاركة في بعض الدراسات الفنية والمسابقات، التي تقيمها البلديات، في موقع بلدية فاستمانلاند كانت هناك دعوة للفنانين في السويد لاستكشاف الوقت في عزلة لا إرادية، فشاركت معبّراّ عمّا أشعر به فقلت (( أن البشرية تعرضت لتحديات كثيرة لكنها استطاعت بعد معاناة ان تتجاوز هذه التحديات وتصل الى وقتنا الحالي، الفن أيضاً وجد طريقه ليستمر رغم الصعوبات، كوڤيد ١٩ ليس أول تحدّي في مواجهة البشر، ونحن كفنانين يجب ان نجد طريقنا ليستمر الفن ونوصل خبراتنا الي الاجيال القادمة ربما ينجح بعضنا ويفشل البعض لكن علينا جميعاً ان نحاول)).

بعد عدة أيام ظهرت النتيجة وكانت مفاجأة لي أنه تم اختياري لتمثيل فاستمانلاند وأنا فخور للغاية بذلك.

ـ   وفي سؤال الفنان عن العمل الذي أنجزه لهذه المناسبة قال مستهلاً:

كوفيد ١٩ استطاع أن يترك أثره في كافة فعاليات المجتمع، وتأثّر الفن كثيراً بهذه الظروف الاستثنائية، انا الان مستمر في عملي كنحات، ولكن استبدلت ماده النحت من الحجر والرخام والخشب الى مواد بسيطة تتناسب مع أزمة الحجر.

الان اعمل على تمثال كبير بارتفاع مترين، التمثال من الكرتون ومخلفات منزلية، اسم التمثال (كوڤيد ١٩)، وهو يفرجي تلاقي المتعاكسات وأثرها في بعضها، الكتلة الضخمة الصلبة تمثل الحضارة البشرية بعلومها وخبراتها وثقتها بنفسها، الثقوب الدائرية التي تخترق الكتلة الضخمة تمثل كوڤيد ١٩ كل المتعاكسات عندما تتواجه تترك اثراً في بعضها البعض وتصبح جزءاً من تاريخ بعضها، سوف نتعلم من كوڤيد ١٩ اننا كبشر سنتعاون لتجاوزه بكل تأكيد، وسيكون جزءاً من تاريخنا لن ننساه، بإمكان اي شخص ان يسقط فكرته الخاصة على التمثال.

هذا العمل يمثل فكرة تلاقي المتعاكسات ربما تراه انت تلاقي الرجولة مع الانوثة وكيف يترك كل واحد منهما أثره في الاخر.

انا شخصياً أرى التمثال يوضح كيفية تلاقي كوڤيد ١٩ مع البشرية وقدرة البشرية على الاستمرار في العيش رغم أثر كوڤيد ١٩ الكبير على كل تفاصيل حياتنا في العالم كله.

ـ   ماهو الفن بالنسبة لربيعة؟

الفن بالنسبة لي هو وجهة نظر الفنان الشخصية للعالم، هو العالم كما تراه أنت، وأنت كفنان يمكنك أن تقدم رؤيتك الخاصة بالتقنية التي تعرفها.

ـ هل يرضيك تعامل الجهات الرسمية مع الفن والفنان؟

للأسف الجهات الرسمية في معظم المجتمعات لا تتعامل مع الفن بجدية، لا تعامله كالطب مثلاً أو غيره من نواحي الحياة، في حين أن حاجة المجتمع للفن توازي حاجاته الأخرى، أتمنى أن نتمكن كفنانين من إيجاد مساحة حقيقية وثابتة لنا في المجتمع.

ـ   هنيئاً للفنان ربيعة إبراهيم وأرجو له مزيداً من الإبداع والنجاح.

تماضر ابراهيم

Tamador Ibrahim • 2020-12-12
Tamador Ibrahim är journalist, konstnär, TV-manusförfattare och har skrivit en teater för barn. Hon skriver om kultur i allmänhet, med särskilt fokus på konst.